بدآيـة .. أدعوكم جميعًا .. ذكورًا وإناثا ليوم زفافي ، فهو قريب جدًا
دعونـي أُحدثكم عنه قليلاً
فقد إنتظرتُ هذا اليوم بفارغ الصبر .. وكم مرةً كنتُ أُجرب الفستان الأبيض ، كيفَ سأبدو بـِه؟
سبحان الله بمجرد إرتدائي لذلك الفستان ، ستتغير حيآتي كُليًا ، كيف لا وأنا التي كنتُ أنتظر أن أرتديه بين جُموعٍ كثيرة ووسط زحمة من النظر لي كعروس يُزينها الحلي والفستان الأبيض
سأحدثكم عن ترتيبآتِ يومِ زفآفي .. فأنا منذُ أن خُطبتُ ، بدأت اُفكر بأي شيء مميز يدور في بالي
فأنا صغيرة العائلة ، وأريدُ أن أتميّز بكل شيء .. من ترتيبات ، حفلة وأنا ، بالتأكيد أنني كعروس سأكون
موضع الكلام ،وسيحضر لزفافي كل أحبابي ، كل أقاربي ، كل من خاصمتهم يومـًا ، فقد قررتُ في نهاية التفكير أن تكون الدعوة عامة
فهذه الحفلة حفلة الصغيرة ، بالتأكيد سيجول في خاطرهم أنها ستكون مميزة ، ولن يُفوتوا على نفسهم مثل هذه الحادثة
أما فستاني .. يآآآه ، تختلف الألوان وتولد ألوان جديدة ، لكن فستان الزفآف ، في كل الدول ! موحد .. أبيض كالثلج
لا يغطيه لون آخر بتاتا
أما مكان الحفلة .. فهما مكانان .. مكان بيتي ومكان البيت الذي سأُزف له
أما مكان بيتي ، بالتأكيد سيضعوني على منصة صغيرة ، تتسع لشخص واحد لا أكثر ، كلُ من حولي يريدُ النظر إليَّ ، كلهم يريدون تقبيلي وتوديعي ، كلهم يبكون لتوديع الصغيرة المدللـه ، فمهما كبرت في عمري وطولي ، فأنا بنظرهم الصغيرة
وسيبكون بحرقة
..
أما البيت الذي ساُزفُ له .. هو بيتي الأول والأخير .. به ستكون نهاية حياتي .. لا أدري بالضبط ما هي مواصفاته ، لكن المهم أن له أرضية وسقف
ومهما يكن صغير .. فالأفضل أن أجعل من بيتي حديقة خضراء هنيئة ، يسعد الذي سيعيش فيها ، وإن كان صغيرا بالحجم
فهو بحاجة إلى عمل ومجهودٍ كبير قبل أن أُزف له وبعد أن أُزف ، كيف لا وهو حصادُ سنين ما زرعت ، فعندما أصل إليه
سأقول وداعا أبي وداعا أمي ، إخوتي ، أخواتي وجميع من أحبني وكرهني
وداعا دون عودة ، سُعدتُ كثيرًا بحضوركم وبمشاركتكم في فرحي .. أرجوكم لا تبكوا .. فأنا اليوم وأنتم غدًا
وكلُ نفسٌ ذائقة الموت ~
هذا هو يوم زفآفي
.
.
أقصد بالخطبة .. أي أنني مخطوبة للدنيا الفانية
يوم زفافي .. عندما أزف لقبري
المنصة .. التابوت
فكرة قرأتها وكتبتها باسلوبي المتواضع
10:51
الخميس